في الوقت الذي أعلنت فيه الدولة عن إجراءات مشددة لمنع التجمعات تزامنا مع الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، تظل الأسواق العشوائية والأسبوعية، والمنتشرة في أنحاء الإسكندرية، قنبلة موقوتة، تبحث عن حلول حقيقية في ظل ما تشهده من زحام كبير في مدينة هي الأعلى في نسب الإصابة بالفيروس وفقا لوزارة الصحة. ورغم الحملات المتكررة التي تطلقها الأجهزة التنفيذية بالمحافظة على المناطق والأسواق المختلفة ولكن سرعان ما يعود البائعون والمواطنون للتوافد على تلك الأسواق بمجرد انتهاء الحملات. وتضم الإسكندرية عددا كبيرا من الأسواق العشوائية التي أقيمت بشكل غير شرعي من خلال الباعة الجائلين ومنها أسواق شارع القاهرة والمعهد الديني والمندرة وفيكتوريا والمنشية وغيرها، علاوة على عدد من الأسواق الأسبوعية وعلى رأسها سوق الجمعة وسوق الحمام. واعتبر المهندس أحمد السجينى رئيس لجنة الإدارة المحلية في مجلس النواب أن الأسواق العشوائية هي بمثابة كارثة حقيقية خاصة في زمن كورونا مؤكدا أنه لابد من إيجاد حلول عاجلة ونهائية لها على غرار الحلول التي قضت على العشوائيات في مصر. وأضاف أن حملات الإزالة والضوابط التي تعلنها الأجهزة التنفيذية غير عملية بالمرة حيث إنه سرعان ما يعود الباعة مجددا لفرش الطريق، لأنهم لا يجدون مصدر رزق آخر لهم وكذلك لا يجد المواطن بديلا عن تلك الأسواق لشراء متطالباته. وقال أحمد حتاتا، نقيب الباعة الجائلين بالإسكندرية، إنه لابد من وجود تقنين لأوضاع الباعة الجائلين، ونقلهم إلى أسواق حضارية منظمة ولكن في مناطق حيوية، مشيرا إلى أن كل ما تم طرحه سابقا من عمل باكيات مغلقة في أماكن مثل محطة مصر أو المعهد الديني بالعصافرة أثبت فشله بسبب وضعهم في مناطق غير حيوية. وأضاف: "الباعة الجائلون في الأسواق أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا بسبب الزحام والتعامل مع الكثيرين ولكن هم مضطرون بسبب لقمة العيش، مطالبا الأجهزة التنفيذية بالعمل على توفير البديل قبل فض تلك الأسواق ومصادرة البضائع. من جانبه كلف اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، في وقت سابق الأجهزة التنفيذية بوضع ضوابط للعمل داخل الأسواق العشوائية خاصة الأسواق الأسبوعية، بما يضمن تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أقرها رئيس مجلس الوزراء بشأن الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وأكد الشريف، ضرورة التشديد على الباعة باتخاذ الإجراءات الوقائية حفاظا على صحتهم وسلامة المواطنين المترددين على الأسواق .
وأضاف أن المحافظة لن تسمح بأي ضرر مادي لأي شخص، ولكن لابد من الالتزام بالإجراءات الوقائية من أعمال التطهير والتعقيم وترك المسافات اللازمة. وأشار إلى أنه تم التشديد على الباعة بارتداء الكمامات والتعقيم والتطهير المستمر وكذا التنبيه على الرواد بارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد لعدم توقيع غرامات عليهم.
